قميص عثمان


فتنة مقتل عثمان هي أولى الفتن التي وقعت في الدولة الإسلامية  تسببت في حدوث اضطرابات واسعة في الدولة الإسلامية طوال خلافة علي بن أبي طالب "فكان اول اسباب حدوث الفتنه تلك المقوله التي اطلقها سعيد بن العاص واليا  على الكوفة ."انما السواد بستان لقريش اي ان كل الارضي ملك لقريش الامر الذي اثر غضب الجميع من  اهل الكوفه  فكان الرد : "انما السواد فيء افاءه الله علينا، ومانصيب قريش منه الا كنصيب غيرها من المسلمين."ثم  تشاجر واشتباك بالايدي أدى إلى ضرب صاحب الشرطة واغمائه.   وذلك بعد فتره من عزل  الوليد بن عقبة لانه لم يكن أهل الكوفة يطمئنون للوليد. لأنه كان من المذمومين في عهد رسول الله ونزل ذمه في القران. ، وأنزل الله فيه قرانا فقال  يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ    والسبب التالي أن  أهل الكوفة لم يكونوا يرون فيه الحاكم الكفء ولا صاحب الدين المستقيم. حتى صلى بالناس وهو سكران(عزل وتم تطبيق الحد علي يد الامام علي كرم الله وجه ) .اطر سعيد بن العاص ارسل كتب لعثمان عم حدث وامره بإخراج الذين ردوا على الأمير ونفيهم إلى شام عند معاوية لاستصلاحهم.فكرمهم واحسن معاملتهم ولكن ظل يذكرهم بفضل قريش علي العرب فكانت حجتهم ان الاسلام لم يعرف الا المساوه بين الناس . فكتب إلى عثمان يطلب منه ابعادهم عنه واعادتهم إلى الكوفة. فقبل بذلك الا انه زادت المشحانات بينهم وبينه،فاعاد الشكوي من جديد الي عثمان فكان النفي إلى الجزيرة عند عبد الرحمن بن خالد بن الوليد. فجعل يسومهم الخسف ويعظم لهم أمر نفسه وامر ابيه وامر قريش،  وكان بالقول الغليظ والسيرة التي هي أغلظ من القول. يؤنبهم ويزجرهم ويذلهم ويجعلهم للناس نكالا أظهروا له الطاعة.ومن كوفه الي مصر نجد :ان عمرو ابن العاص واليا علي مصر قبل توالي عثمان مقاليد الحكم وكانت مصر جبهة مفتوحة إلى أفريقية حيث لم يقصر عمرو في غزوها لفتحها والعودة من غزواته محملا بالغنيمة، متوليا مهمة فتح البلدان المجاورة طيلة سنين فارثر عثمان جيش مساعد له وكان المكلف بقيادة هذا الجيش عبد الله بن سعد بن ابي سرح وهو اخ عثمان بالرضاعة. ووعده بانه لو استطاع فتح أفريقية فله خمس الخمس من الغنيمة. ومن الطبيعي ان يغضب عمرو لهذا التهميش و نجح عبد الله بن ابي سرح في فتح الاراضي الواسعة من أفريقية والمجيء منها بعظيم الغنائم، وماان انتهى من غزوه ولاه عثمان خراج مصر (المسؤلية المالية للبلاد) تاركا لعمرو بن العاص مسؤليتها العسكرية. وكان لابد من حدوث الاختلاف بينهما . فكتب كلاهما يشكو الاخر، وماكان من عثمان إلى ان عزل عمرو بن العاص عن مصر وسلمَ عبد الله بن ابي سرح امارة مصر كلها عام 27 ه لم يكن عبد الله بن سعد بن ابي سرح رجل صدق ، فهو كان من الذين اشتدوا على النبي واسرفوا في السخر منه، وقد أرتد بعد إسلامه واعلن كشفه عن زيف نبوة محمد واحل الرسول دمه وكاد يقتله عند فتح مكة لولا شفاعة عثمان له واعلان إسلامه. وفي  مصر قد اصابت اهلها بالسخط عليه. فكان يكلفهم فوق مايطيقون ويتحملون.حتى شكوه إلى عثمان. فكتب له يأمره بالرفق في رعيته وانما عاقب الذين شكوه وضرب منهم رجلا حتى قتله، وبذلك غضب اهل مصر غضبا عظيما وغضب معهم اعيان الإسلام في المدينة وبالانتقال الي البصره نجد ان الوالي ابو موسي الاشعري فكان من اليمن كان من اصحاب النبي مقدما فيهم، وقد استقامت امور البصرة في عهده اعواما، لم يشتكي فيها اهل البصرة من اميرهم ولم يشكوا الأمير من رعيته. ولكن يبدو أن العصبية القبلية قد عادت من جديد . السياسة المالية لعثمان من اكثر الامور التي اثارت الراي العام المعاصر فهو قد اعطى مروان بن الحكم خمس (20%) الغنيمة التي غنمها المسلمين في أفريقية كما اعطى عمه الحكم وابنه الحارث ثلاثمائة الف درهم  واعطى عبد الله بن خالد بن اسيد الاموي ثلاثمائة الف درهم، واعطى المزيد حتى رفض عبد الله بن الارقم المسؤل عن بيت المال تنفيذ الامر واستقال من مسؤليته، وعرض عليه عثمان 300 الف درهم فلم يقبلها ورفضهاكما اعطى الزبير بن العوام 600 الف درهم، واعطى طلحة بن عبيد الله 100 الف، واعطى سعيد بن العاص 100 الف، وزوج ثلاثا أو اربعا من بناته لنفر من قريش فاعطى كل واحد منهم 100 الف. واعطى غيرهم كثير فقد كان عثمان يستبيح لنفسه هذا العطاء، ولم يكن يبيح لاحد الاعتراض عليه، وقد استباح حكام عثمان على الأقاليم  الاخذ من بيت المال فكانوا يقترضون منه وياخذون منه مايشاؤن، حتى استقال عبد الله بن مسعود وهو المسئول عن بيت المال في الكوفة مثلما استقال عبد الله بن الارقم في المدينة. ولم يكن غريبا بعد ذلك ان يحتاج الجنود إلى المال فلا يجدوه ويضطر الخليفة ليدفع لهم من اموال الصدقة    
  ويتضح من ذلك :ان اسباب الفتنه النعرات القوميه والعرقيه كسياده قريش وبن اميه علي باقي العرب والاسراف في مال المسلمين واختيار ولاه دون المستوي او ممن يثيرون الفتن داخل الامه الاسلاميه.
في ذي الحجة من عام 35 هـ تجمع جمع غفير من الناس  من البصرة، والكوفة، ومصر، وبدءوا في التوجه ناحية المدينة المنورة؛ لمطالبة عثمان بالرجوع عن موقفه وعزل بعض الأمراء الفاسدين من بني أمية، وطلبوا مناظرة عثمان رضي الله عنه في ما وصلوا إليه من مطاعن في حقه وأظهروا أنهم أتوا للحج وكانت المعارضة تشتد في الولايات وتزداد جرئة، حتى كتب اصحاب الرسول المقيمين في المدينة إلى اصحابهم خارج المدينة بالقدوم إليها لتصحيح مااعوج من امورفتكاثر الناس ، ولاموا عثمان على سياسته ثم كلفوا الامام علي بن ابي طالب ان يدخل على عثمان فيكلمه. خرج عثمان علي  الناس ينذرهم ويحذرهم ثم ذهب إلى بعض من اللين ولكنه بقى على موقفه واشار اليه عبد الله بن عامر ان يشغل المسلمين في الحرب والفتوحات الإسلامية عام 35 هـ.
اسباب الثوره :1-توالي امر الولايات الكبري ولاه من بني اميه ومن قريش
2-النعرات القوميه والقبليه التي اطلقها بعض الامراء بخاصه سعيد بن العاص (والي الكوفه )
3-السياسه الماليه لعثمان بن عفان من استباحه الاموال واستقطاع الولاه وعدم ايجاد مال لجند فاخذا من اموال الصدقات
4-استخدام الشده مفرطه تجاه الرعيه بخاص عبد الله بن ابي سرح (اخ الخليفه بالرضاعه في مصر)
5-اختيار ولاه ذو تاريخ غير مشرف (الواليد بن عقبه - عبد الله بن ابي سرح)
6-الاختلاف بين الولاه علي تقسيم المغانم (عمرو بن العاص و عبد الله بن ابي سرح)
اما في مصر ارسل مصريين وفدا إلى المدينة يطلبون فيه من عثمان كف الولاه و التسلط على رقاب المسلمين ومقدارتهم. فخرجوا ب 35 وفدا ضخما في رجب من عام 35 هـ يظهرون انهم يريدون العمرة. فارسل لهم عثمان جماعة من المهاجرين والأنصار على راسهم علي بين ابي طالب ومحمد بن مسلمة الأنصاري ليلتقوا بهم في قرية خارج المدينة ورضوا بما قطعه عثمان على نفسه وعادت وفود إلى مصر حتى تلقاهم عبد الله بن ابي سرح بعد أن عرف بامرهم، فضرب رجلا منهم فقتله وظل المصريين ينتظرون دون ان يغزل كما وعد عثمان  وغضب المصريين بشكل كبير وارسل وفود من جديد وانتهى الأمر بعزل ابن أبي سرح، وتولية محمد بن أبي بكر وعندما كان في الطريق ومعه كبار الصحابه  إلى مصر. فازعجهم رجل يركب بعيرا فاوقفوه ، وظهر انه مبعوث من عثمان إلى والي مصر ويحمل معه كتابا له، ففتحوا الكتاب المختوم وفي الكتاب امرا من الخليفة إلى عبد الله بن ابي سرح يدعوه فيه إلى قتل المعارضين الذين قدموا إلى المدينة  ، فأرسل من  مصريين الي اهل العراق الذين تفرقوا عنهم يرجعوهم إلى المدينة بسرعه من   هنا ارتفعت مطالب المعارضين الذين تحولوا إلى ثوار فطالبوا بان يعزل عثمان نفسه وان يولي كبار صحابة المسلمين خليفة جديد بدلا عنه. فرفض عثمان ذلك.
، وماكان الا الاعتصام في المدينة حتى تنفذ مطالبهم، وكانوا خلال ذلك لايضايقون عثمان وكانوا يصلون وراءه   حتى كتب عثمان إلى (الولاه) كتابا يدعوهم فيه إلى إرسال مقاتلين حتى ينصروه على الثوار، فعلم الثوار بامر الكتاب فيبدا الحصار فخرج عثمان على المنبر يلعن الثوار فتشاجر معهم بالايدي حتى ضرب عثمان فسقط مغشيا عليه وحمل إلى بيته، وضرب الثوار حصارا الخروج من بيته  حتي استشهد.
اسباب تطور الامور الي ذلك :عدم تقدير الامور من عثمان ابن عفان (كارسال كتب لقتال المعارضين –الاصرار علي مقاومه –عدم ادراك ان اعداء الامه قد نصبوا فخ الايقاع به )
 35ه بعد ان وتشابكوا مع اهله فاصابوا عبد الله بن الزبير بجراحات كثيرة و مروان بن الحكم حتى اعتقدوا انه مات بعد أن دُفن عثمان -رضى الله عنه- خطبت نائلة -رضى الله عنها- في المسلمين ولم تكتف نائلة بذلك بل أرسلت إلى معاوية بكتاب مرفق معه قميص عثمان ممزقًا مليئًا بالدماء، وعقدت في زر القميص خصلة من شعر لحيته ، وخمسة أصابع من أصابعها المقطوعة وأوصت إليه أن يعلق في المسجد الجامع في دمشق، وأن يقرأ على المجتمعين ذلك الكتاب   وبعد ان بويع الامام علي انقسمت الامه الي شطران :  الفريق الأول: يضم السيدة عائشة، وطلحة بن عبيد الله، والزبير بن العوام الفريق الثاني : يضم معاوية بن أبي سفيان والي الشام من قِبَل عثمان، والذي يعتبر نفسه ولي دمه؛ لأنه من بني أمية مثله حتي حدثت موقعه الجمل التي وهداءت الفتنه قليل الا معاويه في محرم سنة 37 هـ أراد على أن يعزل معاوية من على الشام فخرج إليه بجيشه وبعث إلى معاوية يبين حجته إلا أن هذا لم يجدِ، فدار القتال عند صفين، وقتل عمار بن ياسر على يد جيش معاوية وقد قال له النبي صلى الله عليه وسلم: وَيْحَ عَمَّارٍ! تَقْتُلُهُ الْفِئَةُ الْبَاغِيَةُ، يدعوهم إلى الجنة ودعونه إلى النار  وكاد معاوية أن يهزم فرفع جيشه المصاحف وطلب التحكيم. شعر على أنها خديعة إلا أن الصحابة أصروا على قبول التحكيم فقبل به ويتضح من ذلك ان الصراع بين اقطاب الامه لم يكن صراع دينيا بل كان صراع من اجل الحفاظ علي المكاسب التي ظفر بها طائفه من العرب علي حساب طائفه اخري ومن هنا ياتي صوت النعرات القوميه والصراع علي غنائم الامر الي قد يدعو الي اختلال في القدره علي تقدير الامور في نصابها الصحيح ايضا هنا استغلال لمواقف او احداث كمطالبه بحق الدم او بالقصاص الفوري ولكنه كانت تخفي من وراءه الطموح والرغبه لاعتلاء كرسي الخلافه الاسلاميه  لكنه يظل هذه الاموره محض تجارب انسانيه لابد من الاستفاده منها لانه حدثت في الماضي تحت ظروف معينه وواقع معين .

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

استرجل وانزل وقول لا لمرسي ولا اخونه الدوله

219قصه مثيره